يحكي معلم بالمرحلة الابتدائية: “لاحظت أنّ أحد طّلابي في الصّف يُحدّق بشدّة ويميل برأسه محاوِلًا رؤية ما قد كتبته على السبّورة، فأخبرت والِدَيه بملاحظتي هذه لكي يذهبا به إلى طبيب العيون”.
إنّ تلك الأعراض -التي لوحظت على الطفل- سببها الإصابة بمرض كسل العين، وهو مرض يستلزم علاجًا مبكرًا، لأن علاج كسل العين للكبار محدود الفاعلية -كما سنوضح خلال مقالنا-.
كسل العين: يُصيب الأطفال في الأساس وله أسباب عديدة
تمتلك العينان -في الحالات الطبيعية- المستوى نفسه من الرؤية والقدرة على التركيز، وتعملان متناغمتين فتُركِّزان على النقطة نفسها ضمن مجال الإبصار المتاح، ولأسباب عديدة قد تختلف حدة النظر بين العينين، فتكون إحداهما أضعف من الأخرى، وتُعرف تلك الحالة بكسل العين.
ويُعدّ كسل العين من أمراض العيون التي تُصيب الأطفال في سن مبكرة (بدايةً من الولادة حتى سن السابعة) للأسباب التالية:
- معاناة إحدى العينين قصر النظر أو طوله، أو أن تكون درجة الإصابة بأحد هذين المرضين أكثر تقدّمًا في عين مقارنة بالأخرى (مثال للتوضيح: قد يُصاب الطفل بكسل العين نظرًا لكون درجة قِصَر النظر في إحدى عينيه -20 والعين الأخرى -2).
- ضعف النظر في إحدى العينين نتيجة تلقيّ ضربة فيها خلال مراحل النمو الحسّاسة.
- اختلاف حجم العينين.
- الحَوَل.
- تحدُّب القرنية.
- عتامة عدسة العين.
تعرف إلى: كسل العين عند الأطفال
علاج كسل العين للكبار أقل فاعلية من علاج الأطفال
تختلف وسائل علاج كسل العين عند الأطفال طبقًا لسبب المرض الرئيسي، وغالبًا ما تشمل تلك الوسائل:
- ارتداء النظارات الطبية.
- تغطية العين ذات النظر الأقوى باستخدام غطاء العين أو النظارات الذكية، بهدف إجبار العين الضعيفة على محاولة التركيز على الأشياء، ومساعدة الدماغ على ترجمة المعلومات البصرية الواردة من كلتا العينين دون إهمال إحداهما.
- الخضوع للتدخلات الجراحية.
وعادةً ما تكون تلك الوسائل أكثر فاعلية إذا خضع لها الطفل في سنٍ مبكرة، فإذا تقَدَّم عمره عن سن الـ 7 سنوات، ستنخفض قدرة الدماغ على التأقلم، ويتعذّر تدريبه على استقبال الصور من العين الضعيفة، وسيتدهور مستوى الرؤية في العين ذات النظر الأضعف مع مرور الوقت، وهو ما يُشير إلى صعوبة تحقيق نتائج مُرضية في حالة علاج كسل العين للكبار.
تعرف إلى: أفضل دكتور عيون
مزيد من التفاصيل حول نتائج علاج كسل العين للكبار
إنّ علاج خمول العين عند الكبار أو الأطفال الذين تخطوا سن السابعة فاعليته محدودة عمومًا، وسوف يتضمن الخضوع لجراحات تصحيح الإبصار التي تعتمد على تقنيات الليزك المتنوعة -كلٍ بحسب حالته-، أو غيرها من الجراحات طبقًا لسبب كسل العين، ولكن النتائج العلاجية ستكون ضعيفة أو محدودة.
فعند الخضوع لتلك الجراحات في الكِبَر، لن يصل مستوى حدة نظر العين الضعيفة إلى 6/6 مهما تَحَسّن، حسبما ذكرت الأكاديمية الأمريكية لطب العيون (American academy of ophthalmology).
التشخيص المُبكر وسيلة لتدارك صعوبات علاج العين الكسولة للكبار
إنّ محدودية نتائج علاج العين الكسولة للكبار أمر يعزز أهمية التشخيص المبكر، ولكي يحصل الطفل على التشخيص المبكر ينبغي للأهل متابعة سلوكه في أثناء مشاهدة التلفاز أو المذاكرة لاكتشاف أي أعراض غريبة متعلقة بالرؤية قد تظهر عليه، وعليهم -أيضًا- بأن يصحبوا طفلهم لزيارة طبيب العيون دوريًا خلال سنوات عمره الأولى لتشخيص الأمراض مبكرًا والعمل على علاجها قبل تفاقم أعراضها.
خاتمة..
نشر الوعي بين أولياء الأمور والمُعلمين حول أعراض كسل العين عند الأطفال يُحسّن من فرص التشخيص المُبكّر للمرض ويُسهم في تدارك عواقبه، فإذا صار الطفل بالغًا وظلّت عينه كسولة سيتأثر نمط حياته سلبًا، وقد يكون ذلك المرض عائقًا أمام التحاقه بالوظائف التي تتطلب نظرًا حادًا، كالوظائف العسكرية أو الطبيّة مثلًا، حتى إنْ خضع للعلاج!
تتشرف عيادات الدكتور محمد رمزي -الحاصل على درجة الدكتوراه في تخصص طب وجراحة العيون بجامعة ميجيل إرناندث دي إلتشي (أليكانتي – أسبانيا)- باستقبال أطفالكم الأعزّاء لنُقدم لهم الخدمات الطبية اللازمة.
يمكنكم استخدام الأرقام المتاحة على الموقع الإلكتروني للتواصل معنا إذا رغبتم في حجز موعد للكشف.