جفاف العين من الأمراض التي يتغافل عنها كثير من المرضى؛ ظنًا منهم أنها متعلقة ببعض العوامل الجوية أو الإجهاد، وبمجرد الحصول على قسط كاف من الراحة ستزول الأعراض من تلقاء نفسها، في حين أن الجفاف يُعبر عن مشكلة فعلية في العين تستدعي الاستشارة الطبية للتعافي منها وتفادي ضعف النظر.
ولهذا حرصنا في فقرات هذا المقال على مناقشة اسباب جفاف العين وأهمية التدخل المبكر لعلاج المشكلة ومدة علاج جفاف العين اللازمة.
للحجز و الاستعلام مع مركز باصفار
اسباب جفاف العين الشديد| كلمة السر تكمن في كمية الدموع
لا شك أن الحرقة والاحمرار وتدميع العين الذي تعانيه منذ فترة مرتبط ارتباطًا قويًا بحدوث خلل في كمية الدموع التي تنتجها عينك، والذي يُعد السبب الفعلي للإصابة بمرض جفاف العين.
إذ تنطوي اسباب جفاف العين المستمر على شقين أساسيين، هما:
نقص كمية الدموع التي تنتجها العين
الإصابة بالتهاب في الغدد الدمعية قد يمنعها القيام بوظيفتها بكفاءة، وفي هذه الحالة تقل كمية الدموع التي تفرزها داخل العين يوميًا، ما يتسبب في جفاف العين والحرقة والشعور بوجود حبيبات رملية وغيرها من الأعراض المزعجة.
سرعة تبخر الدموع من العين
قد تنتج عينك ما يكفي من الدموع اللازمة لحمايتها وترطيبها، ولكنك لا تزال مصابة بالجفاف، ويرجع ذلك إلى تعرضك إلى بعض عوامل الخطر التي تسبب نقص في إنتاج الطبقة الزيتية التي تُبقي الدموع أطول فترة ممكنة داخل العين وتمنعها التبخر سريعًا.
إضافة إلى اسباب جفاف العين السابقة، وُجد أن بعض عوامل الخطر من شأنها أن تسبب تفاقم الأعراض لدى بعض المرضى دون غيرهم.
التعرض لهذه العوامل يزيد فرص إصابتك بجفاف العين
يكمن سبب جفاف الجفون في تعرضك لعوامل الخطر التالية:
- التقدم في العمر، إذ أشارت الدراسات أن من تبلغ أعمارهم 50 عامًا فيما فوق هم أكثر عرضة للإصابة بجفاف العين.
- تلقي بعض الأدوية الهرمونية خلال شهور الحمل أو فترة انقطاع الطمث بالنسبة للسيدات.
- الخضوع لجراحات سابقة في العين مثل تصحيح النظر بالليزر.
- معاناة التهاب القرنية والذي يحدث عادة بسبب النوم بعيون مفتوحة نسبيًا، ويُعد ذلك من أشهر أسباب جفاف العين عند الاستيقاظ.
- الحساسية الموسمية.
- ارتداء العدسات اللاصقة فترات طويلة.
- التعرض إلى بعض الآثار الجانبية لأدوية تتناولها لعلاج مشكلات مزمنة لديك، مثل مضادات الحساسية المزمنة والاكتئاب وحبوب منع الحمل.
- الإصابة بالأمراض المناعية ومرض الغدة الدرقية.
- قضاء فترات طويلة أمام شاشات الحاسوب أو التلفاز، الأمر الذي يؤثر في معدل الرمش الطبيعي للعين، وهو من أشهر اسباب جفاف العين عند الاستيقاظ -أيضًا-.
اسباب جفاف العين وعلاجه| التدخل المبكر ضروري لتفادي المضاعفات
بعدما تطرقنا تفصيلًا إلى اسباب جفاف العين وأهم عوامل الخطر التي تزيد حدة الإصابة، دعونا نشير إلى أهمية التدخل المبكر لعلاج جفاف العين.
إذ يتعين على المريض طلب استشارة طبية عاجلة عند معاناته أعراض جفاف العين، وذلك لأن التأخر في مداواة هذه الأعراض قد يُعرضه إلى مضاعفات مزعجة أبرزها:
- زيادة فرص إصابة العين بمختلف أنواع العدوى؛ بسبب عدم توفير كمية الدموع الموجودة في العين الحماية الكافية لها.
- الإصابة بالتهاب شديد في القرنية وقد تتفاقم الأعراض ويتآكل سطحها وتُصاب بتقرحات ينتج عنها ضعف في حدة الرؤية.
- صعوبة أداء المهام اليومية مثل القراءة بسبب ضعف النظر.
لذلك نجد أن خضوع مريض جفاف العين للخيارات العلاجية التالية، يقيه المعاناة بقية حياته مع مضاعفات خطيرة وصعبة العلاج.
علاج جفاف العين| بروتوكول مختلف لكل مريض حسب الأسباب وعوامل الخطر
يضع طبيب العيون بروتوكول مختلف لكل مريض يعاني من جفاف العين، وذلك حسب النتائج التي أفصحت عنها أساليب التشخيص المختلفة، ولكن بوجه عام لا تخلو بروتوكولات علاج جفاف العين عن الخيارات العلاجية التالية:
- قطرات العيون، وتختلف أنواعها حسب الخلل الذي يعانيه المريض فمنها القطرات المرطبة للعين والقطرات المضادة للالتهاب والقطرات الزيتية وغيرها.
- زراعة السدادات في مصارف الدموع، وذلك في الحالات التي لا ترى تحسنًا ملحوظًا من استخدام القطرات، إذ تزرع سدادات مرنة تمنع تصريف الدموع من العين سريعًا وتُبقيها رطبة أطول فترة ممكنة.
- التدخل الجراحي، وذلك في حالات جفاف العين المستعصية التي يمتلك مرضاها جفونًا مسطحة تُصرِّف الدموع سريعًا من العين، وتعتمد على تعديل شكل الجفون جراحيًا لجفاف العين نهائيًا.
بنهاية حديثنا عن اسباب جفاف العين وعلاجه، نتمنى السلامة والشفاء لجميع مرضى جفاف العين، ونوصيهم طلب استشارة طبية عاجلة عند المعاناة من الأعراض المذكورة سابقًا.
لمزيد من التفاصيل عن البروتوكولات العلاجية يمكنكم استشارة الدكتور محمد رمزي -استشاري طب وجراحة العيون-.